-->

الأحد، 11 يونيو 2017

لطالما سمعنا عن كلمة root والتي تختص بالهواتف العاملة بنظام Android، والتي تُقابل في الجانب الآخر عملية Jailbreak في هواتف iPhone. البعض عندما يسمع هذه الكلمة يستعيذ بالله منها كون كل ما سمعه عنها أنها “تُطيح بضمان الهاتف” خاصةً إذا لم يقضي معه الهاتف ما يزيد عن أشهر ويُعامله كما نعلم كقطعة ألماس في بداية أيامه حتى يبدأ بعد ذلك في إستخدامه كمقعد لأكواب القهوة.
تابع الأسطر التالية كي تتعرف أكثر على ماهية عملية root لهاتفك، ولتعرف الإجابة على العديد من الأسئلة التي لطالما راودتك حول عملية الرووت .

أولا : ما هو الروت root؟ 
نبدأ أولاً بتعريف عملية ال root، جاءت الكلمة من عالم Linux، وهي تعني الوصول بصلاحيات إستخدامك للنظام أو الجهاز الذي بين يديك إلى صلاحيات المُستخدم الخارق أو ما يُعرف ب Super User، ولتصل به إلى جذور النظام، وهو أصل كلمة “Root“. فهي تُمكنك من تخصيص كامل هاتفك بنفسك والتحكم في كل ملف به، تتضمن العملية عدة مخاطر بالإضافة لعدة فوائد أيضاً، إلا أنه لا يوجد من يستطيع أن يُنكر أهمية هذه العملية بالنسبة لكونها تُعطيك كافة الصلاحيات التي قد تحتاجها في الكثير من الأشياء مثل تعديل وإزالة التطبيقات المُثبتة مُسبقاً في الهاتف وضبط الملفات الرئيسية والتي تُؤثر في وظائف الهاتف، وهذا هو السبب الرئيسي لعدم جعل الأمر مُتاحاً لكافة المُستخدمين الإعتياديين كون التعديل على هذا الملفات قد يؤدي -في بعض الأحيان- إلى توقف أو تخريب وظائف الهاتف.

ثانيا : ما هي فائدة الوصول إلى صلاحيات المُستخدم الخارق في هاتفك من الأساس؟ 
نصل هنا لواحدة من أهم النقاط في موضوعنا، ما هي فائدة الوصول إلى صلاحيات المُستخدم الخارق في هاتفك من الأساس؟ يُعد إمتلاك صلاحيات المُستخدم الخارق أو root بمثابة فتح بوابة على عالم جديد بالكامل، تستطيع من خلاله فعل كل ما تُريد بهاتفك، نذكر من هذه الأشياء على سبيل المِثال وليس الحصر: تثبيت التطبيقات المُميزة للغاية والتي تحتاج إلى وجود صلاحيات المُستخدم الخارق مثل تطبيقات الحماية أو برامج الكاميرا وكذلك تطبيقات إختراق شبكات Wi-Fi وغيرها.. إلغاء تثبيت التطبيقات المُثبتة مُسبقاً والتي تأتي مع واجهة نظام الشركة المُصنعة للهاتف، ذلك لأن كل شركة تقوم بإضافة العديد من التطبيقات إلى جهازها قبل تقديمه للمُستهلك، والتي يكون أغلبها غير مُفيداً أو يوجد ما هو أفضل منه وتُريد إستبداله كي لا تستهلك جزءاً أكبر من الذاكرة العشوائية والذاكرة الداخلية للهاتف، فتستطيع من خلال صلاحيات المُستخدم الخارق أن تقوم بإزالة هذه التطبيقات بسهولة. تثبيت عدد كبير من الأنظمة المُعدلة من موقع مثل xda-developers والتي تُمكنك من الحصول على آخر إصدارات نظام Android وأكثرها مُناسبةً لهاتفك حتى لو لم يكن هاتفك من ضمن تلك الهواتف المُعد إصدار التحديث لها، كأن تقوم بتثبيت نظام Android 7 Nougat على هاتف منذ عام 2014 ليس في قائمة الهواتف التي ستتمتع بالنظام الجديد تسهيل عملية أخذ النسخ الإحتياطية الكاملة لهاتفك، وبصورةٍ دورية أيضاً، وذلك من خلال إستخدام تطبيقات مثل Titanium Backup، وهو ما سيُسَهِّل عليك عملية أخذ النسخ الإحتياطية بشكل كبير. إمكانية عمل تعديلات كثيرة وغير محدودة على هاتفك حتى دون الحاجة إلى تثبيت ROM مُعدّل، كأن تقوم بالتحكم الكامل في إعدادات الصوت وكسر سُرعة المُعالج والتحكم في رسوميات هاتفك وسرعة وبطئ إستجابته للأوامر. الحصول على عمر أطول للبطارية وذلك من خلال التحكم في التطبيقات التي تعمل في الخلفية وذلك من خلال ما ذكرنا سابقاً من إزالة التطبيقات المُثبتة مُسبقاً مع الهاتف بالإضافة إلى إمكانية تثبيت تطبيق مثل Greenify والذي يحُد من عدد التطبيقات العاملة في الخلفية والتي تستهلك من المُعالج والبطارية. كانت هذه مجموعة من فوائد عمل root لهاتفك والوصول إلى صلاحيات المُستخدم الخارق به، بالطبع ليست هذه كل الفوائد، فهناك المزيد مما ستكتشفه بنفسك. ولكن: هل للأمر فوائدٌ فقط؟ أم أن له أضرارٌ أيضاً؟

ثالثا أضرار ومخاطر عمل root للهاتف :
ذكرنا في الأسطر السابقة خلال المقالة ما قد يُؤثر من خلاله عمل root لهاتفك على صلاحية ضمانه، ولكن ليست هذه هي كل الأضرار، ولنذكر بعضاً من تلك الاضرار:

  • الخطأ عند إجراء العملية لهاتفك: تُعد هذه بالنسبة لي شخصياً أخطر ما في عملية الوصول إلى صلاحيات المُستخدم الخارق بهاتفك، ذلك لأن أي خطأ أثناء تلك العملية قد يودي بهاتفك إلى التهلكة، ولن يُفيد حينها الضمان بالطبع، لذا فمن غير المُرجح أن يقوم أحدٌ ما ليس ذي خبرة بهذه العملية الدقيقة للغاية والتي تختلف بالطبع من جهاز لآخر. 
  1. عدم الحصول على التحديثات الرسمية: يُعد هذا أمراً سلبياً آخر بخصوص الحصول على صلاحيات المُستخدم الخارق بهاتفك، ذلك لأنه بعدم حصولك على التحديثات الرسمية الخاصة بهاتفك، يعني أنك مُعرض للعديد من المخاطر التي اكتشفتها الشركة المُصنعة وقامت بإصلاحها عن طريق تعديل بعض الملفات التي لن يتم تعديلها عندك نظراً لأنك أصبحت الآن مسؤولاً بالكامل عن هاتفك.
  2. سهولة وصول التطبيقات الخبيثة إليك: بحصولك على صلاحيات المُستخدم الخارق بهاتفك فأنت حينها أصبحت مُعرضاً لأن تُصبح فريسة سهلة للبرمجيات الخبيثة، كونك أصبحت أنت – المُستخدم- قادراً على الوصول إلى اعمق وأخطر ملفات هاتفك، فقد أصبح كل ما بالهاتف يمتلك هذه الصلاحية أيضاً، مما يُعرضك لمخاطر عدة مثل الإختراق والتجسس.
  3.  المُعاناة بسبب التحديث اليدوي: شئنا أم أبينا فإن الفرق التي تقوم بتطوير الأنظمة المُعدلة ليست بكل تأكيد مُنافسة للشركات الكُبرى مثل Samsung و Sony وغيرهم والذين يقومون بعمل تحديثات دورية ومُتابعة دائمة لعُملائهم، فقد تمتد الفترة في بعض الأحيان إلى أشهر ما بين تحديثٍ وآخر للأنظمة المُعدلة، أضِف إلى ذلك تعقيد العملية يدوياً، فمُقارنةً بتحميل التحديث من خلال ضغطة زر على Check for Updates لهاتفك، ستحتاج في حالتنا هذه إلى تحميل ملفات النظام بنفسك وتحميل ملفات التطبيقات والتي عادةً ما تُرفق بهذه الملفات والتي تُعرف باسم GAPPS إختصاراً ل “Google Apps”، وتتبع كافة الخطوات الأخرى وتُكررها في كل مرة تحتاج فيها إلى تحديث نظامك. 
  4. خطورة السرقة: من فوائد عملية root التي لم نذكرها كونها تُعد ضرراً أيضاً هي إعطاء المُستخدمين صلاحية الوصول إلى الملفات والصور وكل ما بهاتفك حتى وإن كنت قد نسيت كلمة السر وذلك من خلال بضع خطوات وملفات يتم تنفيذها –غالباً- من خلال نمط التحميل أو من خلال تثبيت ملفات من الذاكرة الخارجية للهاتف من داخل ال واجهة إقلاع الهاتف، هذا الأمر قد يكون مُفيد بالتأكيد إلا أنك لن تشعر بفائدته تلك عند سرقة هاتفك من أحد أولئك الذين يهتمون لما هو بداخله ويُحاولون الوصول إلى ملفاتك وبياناتك الخاصة. 
كانت هذه مجموعة من الأضرار التي قد تُواجهها عند تنفيذك لعملية root لهاتفك. الآن وبعد أن عرفت هذه المخاطر، أظن أنه عليك أن تُفكر قليلاً بشيءٍ ما هام.


رابعا : هل العملية قانونية؟
تتوقف قانونية الوصول إلى صلاحيات المُستخدم الخارق على المكان الذي تعيش فيه، فإذا كنت تعيش في الولايات المُتحدة فإن التعديل على برمجيات الهاتف المحمول محمية بواسطة Digital Millennium Copyright ACT أو ما تُعرف ب “DMCA”، والتي قامت بوضع عملية الوصول إلى صلاحيات المُستخدم الخارق أو ما تُعرف ب Rooting ضمن العمليات المحظورة. ولكن بعد ذلك، كان هناك إعفاء واحد يجعل عملية الوصول إلى صلاحيات المُستخدم الخارق في الهواتف جعل الأمر قانونياً حتى عام 2015، وهو ما كان يُعد فوزاً ساحقاً لمُستخدمي الهواتف المحمولة. أما في أوروبا فالأمر مُختلف، فقد عملت مُؤسسة البرمجيات الحرة أو ما تُعرف ب Free Software Foundation Europe (FSFE) بشكلٍ جاد لحل هذه القضية، وبعد العديد من الفحوصات، انتهت النتيجة إلى أن عملية الوصول إلى صلاحيات المُستخدم الخارق وتثبيت برمجيات غير رسمية لا تُؤثر على ضمان الأجهزة. فوفقاً لـ Directive 1999/44/EC، لم يُعد تثبيت الأنظمة المُعدلة والبرمجيات غير الرسمية أمراً يمنع مُمتلك الجهاز من أحقية طلبه لحماية الضمان والذي يستمر لمدة سنتين من بعد شرائه للجهاز. إلا أن الأمر لا يزال بيد الشركة المُصنعة والتي بيدها أن تُلغي هذا الحق في حالة وجدت دليلاً أو أثبتت أن عملية تثبيت البرمجيات غير الرسمية تسببت في إفساد أو تخريب الهاتف.
نويه: أنا لست مسؤولًا عن أيًا ما كان تقوم به في هاتفك، كافة الطرق التي يتم كتابتها هي طُرق مجربة وسليمة، ولسنا مسؤولين عن أي عُطب أو فقد ضمان قد يُصيب هاتفك، وأتمنى منك قرائة المقال جيدا وفهمه .

في المقال القادم إن شاء الله سوف أشرح لكم : طريقة عمل Root لأغلب الهواتف العاملة بنظام Android

0 تعليقات على " أضرار وفوائد عمل Root للهواتف العاملة بنظام Android "